تحركات مصر الإقليمية والدولية: معركة سياسية لمنع تهجير أهل غزة وحماية الأمن القومي
بقلم [ محمد
بينما تتصاعد نيران العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتتعالى الدعوات الدولية لما يسمى بـ" الحلول الإنسانية "، تتحرك مصر بخطى ثابتة ومدروسة على عدة جبهات داخليًا وإقليميًا ودوليًا لحماية ثوابتها التاريخية ومنع فرض واقع مرفوض على حدودها الشرقية .
فالقاهرة التي تدرك خطورة المرحلة، تقود معركة سياسية ودبلوماسية بكل ما تملك من أدوات القوة من أجل هدف واضح : منع تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء وحماية أمنها القومي من سيناريوهات الفوضى والضغط الخارجي .
تحرك مصري شامل ... وزيارات في توقيت حساس ؛
خلال الأيام الماضية تكثفت التحركات المصرية على أكثر من صعيد، من بينها جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قطر والكويت، والتي جاءت في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية للبحث عن " مخارج إنسانية " قد تُستغل سياسيًا لفرض التهجير كأمر واقع . هذه الزيارات لم تكن تحركات دبلوماسية روتينية بل جزء من تحرك استراتيجي أوسع لحشد دعم عربي يساند الموقف المصري الحازم .
وفي خطوة لا تقل أهمية استقبلت القاهرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة تحمل دلالات قوية، تعكس ثقل مصر الإقليمي والدولي وأهمية دورها في إدارة الملف الفلسطيني . اللقاء جاء في ظل تباينات أوروبية واضحة حول آليات إنهاء الحرب وأكدت مصر خلاله على رفضها المطلق لأي تهجير، وعلى ضرورة وقف إطلاق النار والعودة إلى مسار سياسي عادل يعيد للفلسطينيين حقوقهم .
سيناء ليست على الطاولة ؛
منذ اللحظة الأولى للحرب كانت الرسالة المصرية واضحة : سيناء ليست جزءًا من أي تسوية على حساب الشعب الفلسطينى وقد عبّرت مصر عن هذا الموقف سياسيًا إنسانيًا وميدانيًا من خلال استمرار دعمها لأهالي غزة عبر معبر رفح، مع إصرارها على أن غزة يجب أن تبقى لأهلها، وأن أي تغيير ديموغرافي هو خط أحمر .
شراكة عربية ودولية .. ولكن بشروط وطنية
مصر لا ترفض التعاون الإقليمي والدولي لكنها تضع حدودًا واضحة: لا شراكة على حساب السيادة ولا مساومة على الأرض، ولا تمرير لأي مشروع يُفرّغ القضية الفلسطينية من جوهرها .
ومن خلال علاقاتها المتوازنة مع الأطراف الفاعلة سواء في الخليج، أو أوروبا أو الولايات المتحدة تدير مصر معركتها السياسية من موقع قوة، لا من موقع التبعية، وتحافظ على مسافة واحدة من الجميع، دون أن تفرط في أمنها القومي أو تتنازل عن ثوابتها التاريخية .
وفى الختام ؛
مصر الآن لا تتحرك من باب المساندة فقط بل من منطلق الدفاع عن الذات.
لأن التهجير من غزة ليس تهديدًا لفلسطين وحدها بل بداية لمشروع أكبر يهدد أمن مصر واستقرار المنطقة .
ومن خلال تحركاتها الأخيرة ترسم القاهرة حدود المعادلة :
لا تهجير لا وطن بديل لا حلول مؤقتة على حسابنا .
وفي لحظة فاصلة تتحدث مصر بلغة واضحة :
الكرامة لا تُشترى والسيادة لا تُنازع وسيناء ليست للبيع .
تعليقات
إرسال تعليق